Ping your blog, website, or RSS feed for Free

الجمعة، 15 يوليو 2011

كيف تحمين طفلك من تداعيات التشوهات الخلقية

يتسم الأطفال بالقسوة أحيانا عندما يسخرون من بعض زملائهم ويرمونهم بتعليقات سخيفة بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم.

يتسم الأطفال بالقسوة أحيانا عندما يسخرون من بعض زملائهم ويرمونهم بتعليقات سخيفة بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم.

فالسيدة ميلاني ، وهي أم من مدينة ميونيخ الألمانية طلبت عدم ذكر اسمها بالكامل ، رأت تلك المعاملة القاسية مع ابنتها لورا التي ولدت قبل ثمانية أعوام بشق ثنائي الجانب في الشفاة والفك العلوي والحنك الصلب والرخو.
خضعت لورا للجراحة لمعالجة هذا العيب ، غير أن آثاره ظلت باقية ، وصارت منبوذة بين زملائها في الحضانة.
تقول ميلاني: "أخذ الأطفال الأكبر سنا يرمونها بتعليقات سخيفة ، ويطلقون عليها القابا يرددها الأطفال الأصغر". الفترة التي قضتها لورا في الحضانة كانت مثيرة للضغط والتوتر النفسي ، حيث تقول الأم: "باسترجاع ما حدث ، اضطررت إلى إخراجها" من الحضانة.
لم تكن لورا وحدها هي من مرت بهذه التجربة المريرة ، بل إن الكثير من الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية أو ضعف في الرؤية مروا بنفس التجربة ، واضطروا إلى مواجهة الاستهزاء والسخرية التي يلقونها من المحيطين بهم في بيئتهم الاجتماعية.

يقول هارالد تيجتميير¬ميتزدورف ، وهو أخصائي أطفال وطبيب نفسي في مدينة لينداو جنوبي ألمانيا رأي العديد من الحالات المشابهة لحالة لورا: "هذا ما يسمى بالجانب النفسي¬الاجتماعي للحالة الطبية".وأوضح أن "كل حالة مرضية ظاهرة تولد رد فعل لدى الآخرين" ، مشيرا إلى أنه من الطبيعي للغاية أن يثير أي شيء يبدو خارجا عن نطاق المعتاد شعورا بالفضول وعدم الثقة في النفس.

منذ أن خرجت لورا إلى الحياة ، اعتادت ميلاني على رؤية تلك النظرة التي يلقيها المارة على ابنتها. تقول الأم: "لا أري شيئا في ذلك.. فلو كنت مكانهم لنظرت أيضا" ، غير أنها أوضحت أن النظر يختلف عن التحديق ، وأن الأمر يزداد سوءا عندما تظهر مشاعر العداء والتحامل.

تشير ميلاني إلى أنه "على سبيل المثال ، كان هناك مدرس في الحضانة يعقد العزم على إرسال لورا إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة".
تيجتميير¬ميتزدورف يقول إن "التوعية وحدها هي التي تفيد في مثل هذه الحالات..
فالشخص القادر على توضيح حالته المرضية للآخرين يبدد شعوره بعدم الثقة". ونظرا لأن الأطفال الصغار لا يستطيعون ذلك ، فإن الآباء يتحملون مسؤولية رفع الوعي ، من خلال تناول المشكلة خلال اجتماعاتهم مع المدرسين على سبيل المثال.

وغالبا ما تلعب نظرة المرء لنفسه دورا في الإصابة بالضغط النفسي المرتبط بالحالات الطبية الظاهرة أكبر مما يلعبه سلوك الآخرين تجاه المرضى. والمراهقون بصفة خاصة معرضون للإصابة بالضغط النفسي وقت البلوغ ، عندما يصبح الكثير منهم غير راض عن بنيانه الجسدي بأي حال من الأحوال. لذا ، يؤكد تيجتميير¬ميتزدورف أن دعم الآباء لأبنائهم في تلك الفترة يحظى بأهمية خاصة.
ويشير تيجتميير¬ميتزدورف إلى أنه "في حال ساعد الأبوين أبناءهم ، فإن الأبناء سيساعدون أنفسهم" ، محذرا من عواقب كارثية في حال تغافل الأبوان عن كافة الأمور المتعلقة بطفلهما الذي يعاني من حالة مرضية ظاهرة باستثناء مشكلته.
تتفق ميلاني مع هذا الرأي ، قائلة: "على الأبوين والطفل أن يجدوا طريقا مثاليا يسلكونه معا" ، مشيرة إلى أنه لا توجد طرقا مؤكدة لذلك.
وأضافت: "لا أستطيع تماما أن أنصح طفلتي بأن تبقى هادئة في كل مرة تسمع فيها التعليقات السخيفة التي تغضبني أنا أيضا".
عندما يتعرض الأطفال الصغار الذين يعانون من عيوب خلقية ظاهرة للسخرية والاستهزاء ، يجب على المدرسين الدفاع عنهم ، فعليهم أن يتمتعوا بالخبرة والعزم على تولي هذه المهمة حتى يلقى الأطفال من أمثال لورا معاملة مهذبة تليق بهم.
وها هي ميلاني قد جنت ثمار الدعم الذي قدمته لابنتها ، التي تذهب الآن إلى مدرستها الابتدائية ولديها مدرس متفهم لا يسمح لزملائها أن يسخروا منها. كان ذلك تغيرا كبيرا في حالة لورا.
تقول ميلاني: "منذ ذلك الحين ، صارت طفلتي أكثر ثقة بالنفس.. أصبحت وكأنها شخص جديد".
غير أن تيجتميير¬ميتزدورف أوصى باستشارة المتخصصين إذا ثقلت أعباء الحالة المنبوذة ، حيث يقول: "يمكن أن يعطي طبيب الأطفال وصفة معينة للرعاية النفسية" للمريض.
وإن لم يكن هذا كافيا ، فثمة خيارات أخرى بينها استشارة أخصائي أطفال تلقى تدريبا في العلاج النفسي أو طبيب نفسي متخصص في التعامل مع حالات المراهقين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق